تتجه الانظار في الاسبوعين المقبلين الى العاصمة السعودية الرياض التي تحتضن منافسات دورة كأس الخليج الثانية والعشرين لكرة القدم بمشاركة ثمانية منتخبات، سبعة منها يراودها الامل بنيل اللقب.
وتأتي دورة الخليج هذه المرة وسط مناخات سياسية متأزمة بين عدد من اعضاء دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا بين السعودية والامارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة اخرى، حتى ان الاتحاد القطري للعبة اضطر في وقت سابق الى نفي اخبار ترددت عن احتمال انسحابه من البطولة في الرياض.
النفي القطري جاء عقب انسحاب البحرين من دورة كأس الخليج لكرة القدم للناشئين التي اقيمت في قطر قبل ايام، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ذلك اخبار عن انسحاب قطر في المقابل من “خليجي 22″ للكبار التي تقام في العاصمة السعودية، قبل ان يؤكد الاتحاد القطري عدم صحة ذلك.
وشهدت الايام القليلة الماضية انسحاب منتخبي البحرين والامارات من كأس العالم لكرة اليد التي تستضيفها قطر من 15 كانون الثاني/يناير حتى الاول من شباط/فبراير المقبلين من دون ذكر الاسباب.
وليست المرة الاولى التي تقام فيها دورات الخليج تحت تأثير خلافات سياسية، وشهدت على مدار تاريخها انسحاب عدد من المنتخبات لاسباب مختلفة، لكن الدورة حافظت على استمراريتها وانتظامها منذ النسخة الاولى في البحرين عام 1970، وما تزال حتى الان “درة” الدورات الرياضية الخليجية” التي يكون فيها التنافس على اشده لاحراز اللقب، ويحلو للبعض تسميتها ب”مونديال” الخليج.
وخرجت اصوات كثيرة في الاعوام الماضية تطالب بالغاء كأس الخليج لعدم جدواها، او بضم منتخبات من خارج المنطقة الخليجية اليها، لكن الدورة حافظت على خصوصيتها، وقد انضم اليها اليمن في النسخة السادسة عشرة في الكويت عام 2003، كما عاد العراق الى منافساتها في الدورة التالية بقطر عام 2004 بعد ابعاده بسبب غزو الكويت عام 1990.
وخير دليل على أهمية دورات كأس الخليج بالنسبة الى شعوب المنطقة، هو الزحف الجماهيري الذي كان لافتا جدا في النسخة الماضية بالبحرين مطلع عام 2013، حيث واكب الالاف المشجعين منتخباتهم، ومع وصول منتخب الامارات الى المباراة النهائية مع العراق، حضر قرابة 10 الاف اماراتي الى المنامة بحرا وجوا حيث خصص عدد كبير من الطائرات لنقلهم في يوم المباراة.
ويؤكد المسؤولون عن الرياضة الخليجية ان دورات كأس الخليج ليست منافسة للفوز ببطولة لكرة قدم فقط، بل هي محطة مهمة لزيادة اواصر اللحمة بين شباب مجلس التعاون الخليجي.
وقال امير منطقة الرياض تركي بن عبدالله بن عبد العزيز في تصريحات نقلتها الصحف السعودية اثناء لقائه سفراء الدول المشاركة في “خليجي 22″ بحضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني قبل ايام “ان البطولة بما تحمله من اثارة ومنافسة محتدمة، الا انها تظل شعارا لوحدتنا وتآزرنا، فخليجنا واحد وشعبنا وتاريخنا واحد”، منوها “بالعلاقات الاستراتيجية بين الدول والمصير الواحد بينها”.
واضاف “المنافسات الرياضية مثل كأس الخليج لكرة القدم، التي تجمع الرياضيين في دول الخليج، تعد فرصة لتبادل الخبرات الرياضية، لان المنافسة الشريفة في الرياضة تغرس القيم النبيلة والروح الاخوية التي تنعكس ايجابيا على ابناء المنطقة فتربي فيهم الاخلاق الحميدة والسلوك الحضاري، وذلك لما في الرياضة من تأثير ملموس على الجيل والنشء للحد من ظاهرة التعصب الرياضي”.
وتابع “أهلا بكم على ارض الرياض التي حرصت على اظهار تقديرها لهذه المناسبة بتنظيم عدد من الفعاليات، منها الحديث ومنها ما هو نابع من تراثنا العربي الاصيل لنرحب باشقائنا من دول الخليج”.
وعلى صعيد المنافسة، فان الاهداف والطموحات والجهوزية تتفاوت بين منتخب وآخر، لكن الطابع الخاص لدورات الخليج يجعل الصراع على اللقب مفتوحا على جميع الاحتمالات.
منتخب الكويت هو صاحب الرقم القياسي في الدورة بعشرة القاب، مقابل ثلاثة القاب للسعودية والعراق، ولقبين للامارات وقطر، ولقب واحد لعمان، وما تزال البحرين تبحث عن لقبها الاول، وكانت قريبة من ذلك في الدورة الاخيرة على ارضها قبل ان ينتهي مشوارها في نصف النهائي بخسارة بركلات الترجيح امام العراق، ويحتاج اليمن الى سنوات كثيرة لكي يدخل فعليا حلبة الصراع على المركز الاول.
وتشكل منافسات “خليجي 22″ خير اعداد لجميع منتخباتها، باستثناء اليمن، لنهائيات كأس اسيا في استراليا مطلع العام المقبل، حيث اعلن اكثر من اتحاد للعبة ان الدورة الخليجية تشكل محطة مهمة للاعداد للبطولة القارية.