في تشكيلة المنتخب السعودي عام 84 م ، كان هناك شايع النفيسة من الكوكب ، و ناصر المنصور و خالدين من النهضة ، و غيرهم آخرون من أندية أخرى كبيرة و صغيرة ، انضموا و فق معايير ( فنــية ) بحتة ، و بعمل إداري مسئول ، و حققوا انجازات ( أسطورية ) للوطن آنـذاك ، و استمرت روح الوطن الطموحة لمدة تتجاوز العقد من الزمان ، حتى حقق منتخبنا انجازاً أسطورياً آخراً وهو التأهل لكأس العالم 94 م عبر أحد مقعدين كانا مخصصين لأكبر قارات العالم في ذلك الوقت ، بل تجاوز المنتخب هذا المنجز إلى تخطي امتحان الأدوار التمهيدية و التأهل إلى دور الستة عشر ، و كانت نفس السياسة الفنية و الإدارية تنظر إلى ( المصلحة الوطنية العليا ) و تدير المنتخب بنفس المنهجية ، و نفس المعيار الفني و الإداري ، حتى رأينا طلال الجبرين من نادي الرياض ، و محمد الدعيع من الطائي يمثلان الوطن في أهم المشاركات على الإطلاق ، و كان المنتخب في تلك الحقبة ، يحظى باهتمام ( شعبي ) منقطع النظير ، و يوازي المجهود و العمل القائم على إعداد تلك المنتخبات الذهـبية ، حيث كان الجمهور يغطي مدرجات الملاعب ليرى منتخب بلاده و هو ينازل في ( الوديات ) ، و منذ أن تغيرت تلك السياسة ، و تراجع العمل ، و غلبت المصالح و الميول على المصلحة العامة ، انتكـست الحالة ، فأصبح المنتخب لا يتأهل إلاّ ( بفزعات ) و نتائج المنتخبات الأخرى ، بل أنه تراجع ، فلم يعد يتأهل حتى بـ( الملاحق ) ، و بوجود أربع مقاعد و نصف للقارة الصفراء ، تغير العمل ، فتغيرت النتائج ، تبدّلت أهداف معسكرات المنتخب من إعداد لاعبي الوطن ، إلى تجهيز و صقل و إعداد و علاج لاعبي نادي واحد ، و تم استبدال سياسة الاختيار وفق المعيار ( الفني ) و بعين وطنية مسئولة ، إلى الانتقاء من نادي واحد ، و أصبح بدلائه أساسيون في المنتخب .. !! و لم يعد يشارك في المنتخب بعد لاعبي هذا النادي إلا من يخضع لهم ، و لا يأخذ الحيز على لاعبي الدلال ، و لا يضايقهم في ( كابتنيه ) و لا حتى الغـُـرف .. !! و النتيجة بعد ذلك ، هزائم ( مُـذلـّـة ) ، و من منتخبات كانت لا تحلم حتى بالتعادل معنا ( كوريا الشمالية .. مثال ) ، وسط تجاهل شعبي مُنقطع النظير على مستوى العالم بسبب سوء الأحوال المحيطة بهذا المنتخب ، و أصبح يلعب بحضور جماهيري لا يتجاوز الـ( 40 ) شخص كما في مباراة توغو .. !!
# # #
المصابون و الإحتياطيون في الهلال ، هم من يمثل المنتخب كـ( أساسيون ) ، و هدافو الموسم المنصرم و ما قبله ( الشمراني و السهلاوي ) في التشكيلة الرديفه من أجل خاطر من لم يحقق حتى لقب ( هداف دورة حواري ) ، كما أن صاعدوا الزعيم و صغاره و الغير مرغوبين جماهيرياً و فنياً فيه ( خيرات و محمد نامي نـخـولـي ) هم يمثل من المنتخب ، بينما ( نــور ) خارج أسوار المعسكرات الوطنية منذ فترة ، في المقابل عبد العزيز الدوسري الذي لا يجد من ( يظـفــّـه ) في الهلال ، تلتقطه قائمة المنتخب .. !!
# # #
مؤسف جداً هذا الحال ، و لا نعلم في الحقيقة إلى أين ستؤدي بنا هذه المنهجية ، فربما سنصبح لا ننافس حتى في الشوارع بعد أن ضاقت بنا ( الملاحق ) ، هذا رغم أن بلادنا تتمتع بدوري قوي و مميز ، و أنديتها تملك أجهزة فنية خبيرة ، و لكن ، العقلية الإدارية و الفنية التي تدير المنتخب ، لا يتسع لعمل الأندية ، و لو قدّر للأخضر المشاركة في دوري زين لهبط لدوري المظاليم بفضل إدارته المتحجرة ، و جهازه الفني المتواضع ، و سياسته المتأثرة بـ( امتداد ) نفوذ إعلامي و إداري أزرق ، يهدم و لا يبني .. !!
# # #
من الظلم أن نضع ( كل ) أسباب تدهور المنتخبات الوطنية في الفترة الأخيرة إلى طغيان المصلحة الزرقاء على مصلحة الوطن ، فبالإضافة إلى ذلك ، تدهورت المنتخبات السنية بشكل رهيب و مخيف ، وبأسلوب يتنافى مع ( الخطط العلمية المدروسة ) لإتحاد كرة القدم ، و صارت القاعدة تأن تحت و طأة مدربين ( شدّوا حيلكم ) الذين يرضون ويفاخرون بمركز ( خامس ) بين ستة منتخبات ، بمتابعة من إداريين يفتقدون للنشاط و الإحترافية ، حتى أصبح تواجد صغار الأندية في معسكرات المنتخبات السنية ( أداة هـدم ) مرعبة لكل ما تقدمه الأندية للاعبيها من مدربين عالميين و أكاديميات و معسكرات خارجية كما يحصل في ناديي النصر و الأهلي ، فاللاعب الصغير يذهب للمنتخب الوطني لـ( يُقتل فنياً ) و ليس لإكمال بناءه وصقله الذي بدأ به في ناديه .. !!
# # #
عبد الله بن مساعد يقول أن الهلال بصدد اختيار مدرب بين ثلاثة مدربين بدأ في الاجتماع بهم ، للتعاقد معه بدلاً من جيرتيس الذي بدأ في مهمة اختيار لاعبي منتخب المغرب في وقت مباراة الهلال مع الوداد في بطولة النخبة في تصرف يحمل ( استهانة ) كبيرة بالهلاليين ، و أستغرب إهمال و تأخر إدارة الزعيم إلى الآن ، و تجاهلها لكل نداءات الهلاليين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، و قبل أن يسقط الجمل بما حمل .. !!
# # #
أتمنى أن يكون هناك مبادرة ( صلح ) قـد عـُـقدت بين ( ويلهامسون ) و الشاب ( سلمان الفرج ) ، لأن الأخبار تشير إلى موقف قوي اتخذه السويدي في وجه إدارة الفريق بسبب ترحيله من أبها .. !!
بقلم : الارطبون