05-13-2013, 11:29 AM
|
|
من خصائص نساء المدينة.. أنهن «متخلفات»!
إيمان الخميس
على أقل تقدير لو طالبت بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة في الوقت القريب سيكون مطلبي اعتباطيا، ولذلك لا اطالب بذلك، ولكني اطالب بالسماح للنساء غير السعوديات بقيادة السيارة في الشوارع السعودية.
سأدعي أن اغلبيتهن يمتلكن رخص قيادة من بلدانهن ولديهن سيارات مركونة امام منازلهن تنتظر الى حين عودتهن الى الديار.
وحتى ان افترضت جدلا أن ادعاءات معارضي قيادة المرأة في السعودية صحيحة وليس عليها غبار والتي اذكر بعضا منها:
- بعيدة عن العادات والتقاليد السعودية المحافظة.
- التعرض للفتنة ومخاطرها.
- حماية للجوهرة المسلمة المصونة من الانزلاق في وحل التحرر والتغريب.
فلا اظن أن اولئك المعارضين يحملون هم نساء العالم اجمع، واظن كذلك ان امر النساء غير السعوديات او غير المسلمات لا يعنيهم شيئا، فالتركيز كل التركيز على المرأة السعودية التي وكأنها تختزل الاسلام احتكاراً في شأنها دون سواها من العالمين.
فأثناء حرب الخليج عام 1990م حدث ما لا يمكن تصوره من قِبل السعوديين، الا وهو رؤية نساء كويتيات يقدن سيارتهن ويتجولن دون حجاب على طرقات وشوارع الاراضي السعودية، كما قد شوهد نساء اجنبيات ببزات عسكرية قدمن من الارض البعيدة لحماية (الرجال والنساء السعوديين على حد سواء).
السيدات الكويتيات مسلمات ومحافظات الا انهن استطعن أن يروضن سطوة الذكور عليهن، فالمرأة الكويتية سبقت اختها السعودية بأميال في مختلف الامور الحقوقية على الصعيد الشخصي والسياسي وغيرهما. فما اطلبه هنا ليس بالجديد انما استحداث موقف قد حدث سابقا، وان كان حدوثه آنذاك لدواعٍ اضطرارية، فان حاجة المرأة لقيادة السيارة بعد اربعة وعشرين عاما من حرب الخليج باتت امرا اضطراريا كذلك.
فوضع المرأة تغير بشكل كبير جدا والواقع الحياتي والمعيشي لم يعد كالسابق، اصبح تعليم المرأة حاجة ماسة واساسية ولم يعد ترفاً، عملها بعد أن كان لا يتعدى كونه تحقيقا للذات تعدى ذلك واصبح ضرورة.
والتقدم الذي طرأ في السنوات الاخيرة التي يصح لي أن اسميها بِ"السنوات الذهبية" جعل منها عنصرا نشيطا وفعّالا واساسيا في داخل وسطها وخارجه، وجعل من امر تفعيل القرار حتمية مصيرية واقعه لا محالة. ولكن ما يقوم به المعارضون مط خيط قصير لا بد لهم عاجلا من ملامسة طرفه او حتى انقطاعه بين ايديهم. فطلبي هذا هو خطوة تمهيدية لخلق جو وفضاء من شأنه حلحلة هذه المعضلة التي ما أن قُذف بها الى الشأن الاجتماعي حتى باتت كالكرة يقذف به بشكل عشوائي، وان بقي الحال على ما هو عليه فلن يصل القرار أو الرأي الجمعي الذي من شأنه أن يخلق من ابسط الأمور أصعبها الا لشيء واحد الا وهو اتفاق بعدم الاتفاق، فأسراب المجتمع لابد من قائد يقودها وتوجيه يحدد لها مسارها.
فبين وجود النساء السعوديات البدويات والقرويات اللائي يقدن السيارة وبين النساء الاجنبيات في فضاء الحظر لربما يؤدي الى انفراج حلقة "نساء المدينة" اللاتي من المفترض أنهن من يسبقن نساء القرية في التمدن والتقدم والتطور واللحاق بركب شقيقاتهن المتقدمات عليهن. فالحلقة التي يرجى انفراجها ضاقت باستحكام لم ينزل الله به من سلطان.
|