طهاة العالم يلتقون بمكة للتنافس في تقديم أفضل الوجبات للحجاج
يتنافس “الطهاة” خلال موسم الحج في تقديم أفضل الوجبات للحجاج، وتختلف “نوعية” الأطعمة والوجبات المقدمة من حملة إلى أخرى، وبحسب بلد تلك الحملات أو مكاتب السفر، فالحملات الخليجية لها “مطبخها” الخاص وإن اختلفت بعض الأكلات الشعبية من بلد خليجي لآخر، فالسعوديون يفضلون “الكبسة” والكويتيون يهوون “المطبق” وهكذا، وكذا الحال مع المطبخ التركي أو المصري أو الإيراني بالإضافة إلى حجاج شرق أوروبا وآسيا. وعلى الرغم من “الروحانية” التي يعيشها “الحاج” خلال أداء المناسك، لكنه في ذات الوقت يهمه في الجانب الآخر ما يقدم له من خدمات متميزة من قبل “الحملة”. وغالبا ما تتركز خدمات حملات الحج ومكاتب السفر حول توفير السكن المناسب ونظافته، وتقديم الوجبات الرئيسة بشكل يتناسب وجنسية الحجاج.
واعتادت غالبية “الحملات” أن تجلب معها “مطبخها”، فالحملات الكويتية على سبيل المثال، يهمها تقديم أكلات تتناسب ورغبة حجاجها الذين يفضلون الأكلات الكويتية المشهورة مثل “المجبوس والمطبق والمموش والمعدّس” وغيرها من الوجبات الرئيسة، خصوصا خلال فترتي الغداء والعشاء. أما في الحملات المصرية فالحال مختلف، حيث يفضل حجاجها أطباق الكشري والملوخية والمكرونة بالصلصة والحمام والكبدة والكفتة والفطير المشلتت، وغيرها من وصفات “المطبخ المصري الشعبي”.
ويذهب البعض إلى أن بعض الحملات تقدم وجبات جاهزة تكاد تكون ثابتة طوال أيام الحج، لكن الأكيد هو أن هذا لا ينطبق على حجاج ما يطلق عليهم “حجاج الـvip” حيث تقدم لهم جميع الأكلات في أشهر المطابخ بالعالم. والحملات الإيرانية أيضا لها طقوسها الخاصة ومطبخها المختلف عن الآخرين، وغالبا ما تصطحب معها حتى “البهارات”، وتقوم بإنشاء مطبخ خاص يقدم الوجبات “الفارسية” لحجاجها. وبحسب إحصائيات العام الماضي، فقد كان المطبخ الإيراني في الموسم الماضي يقدم أكثر من 30 ألف وجبة يوميا لحجاجه.
من جهته، قال خالد حسين الخالدي “صاحب حملة” في الكويت، “اعتادت الحملات الكويتية أن تصطحب معها الطباخين وجميع احتياجاتها، لتقديم أفضل الوجبات الرئيسة خلال أيام أداء مناسك الحج، مؤكدا أن الحاج الكويتي من الصعب أن يتقبل أكلات مطابخ أخرى ربما لم يعتد عليها. بيد أن الخالدي، أشار إلى أن بعض الحملات قد تتفق مع “مطابخ” أو مطاعم شهيرة في مكة والمدينة المنورة لتجهيز “وجبات” جاهزة وفردية لحجيجها. وأوضح الخالدي أن كل حملة تصطحب معها “شيف” رئيسي، وهو الذي يختار فريقه بعناية، مبينا أن الخليجيين بشكل خاص لا يفضلون الوجبات الجاهزة “المعلبة” إلا نادرا.
ومن جهة مشابهة، قال الشيف سرود عمر (بريطاني من أصول كردية)، إنه سبق وأن خدم في أكثر من حملة حج، مبينا أنه حسب جنسيات الحملة يتم اختيار الوجبات الرئيسة للطعام. وأوضح سرود أنه في إحدى الحملات، وإن خرجت من بريطانيا، كان غالبية الراغبين في الحج من أصول عراقية وكردية، ولذلك ركز على أكلات “المطبخ العراقي” وتقديم وجبات مثل البامية ومرق السمك والدولما وغيرها من الأنواع التي يفضلها العراقيون. لاوأضاف سرود أنه بحسب الحملة ومدى “كرم صاحبها” فبعض الحملات من أجل التوفير تقدم وجبات شخصية فقيرة، ومن هنا تزداد شكوى الحجاج، لكن هنالك حملات لا تبخل على حجيجها، وتقدم بوجبات ثرية.
ولم يخف سرود إعجابه بالمطبخ الخليجي، مؤكدا أنه تعلم من بعض السياح الخليجيين كيفية عمل الكبسات والمجابيس والمرقوق ومطبق زبيدي وغيرها، لكنه في الوقت نفسه، قال إن كل فريق طبخ بحملة يحاول أن يقدم أفضل ما لديه لخدمة الحجاج، ويصبح التنافس كبيرا بين الطهاة خلال موسم الحج، مشيرا إلى أنه بالرغم من فريضة الحج وانشغال الحجاج بأداء المناسك، يسعى كل طاهٍ لتقديم “أكلات” من بلاده يتميز من خلالها. ولعل موسم الحج الوحيد الذي يجمع “طهاة العالم” في مكان واحد، لتقديم وجبات يومية لأكثر من 3 ملايين حاج وحاجة خلال موسم الحج، ويحاول كل مطبخ أن يتميز عن الآخر، بيد أنها جميعا تحاول تقديم الأفضل للحجاج.
|