يحيى الشهري... مايسترو الإبداع في كتيبة «العالمي» تقرير جريدة الحياة
اللاعب السعودي الأغلى سعراً في الساحة الكروية، لكنه الأكثر تميزاً في أدائه وعطائه بلغة الأرقام بين بقية اللاعبين المحليين في مركز صانع الألعاب، إذ يعتبر الفتى الشرقاوي يحيى الشهري الذي لم يتجاوز الـ24 ربيعاً حالياً خط الرهان الأول ومفتاح التفوق الحقيقي لفريق النصر في تحدياته الكروية في دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين، فعند مشاهدته يتحرك في أرضية الميدان ويركل الكرة في كل اتجاه تبلغ درجة التفاؤل ذروتها عند الجماهير الصفراء بأن الانتصار آتٍ لا محالة، وأن الفرح سيكون من نصيب مدرج الشمس الشهير في نهاية اللقاء.
مايسترو الإبداع أو الموسيقار الصغير في كتيبة العالمي يحيى الشهري يُثبت يوماً بعد يوم النظرة البعيدة التي تتحلى بها إدارة النصر عندما أصرت على استقطابه لصفوف الفريق في فترة الصيف، ولم يمنعها من ذلك ضخامة المبلغ المالي الذي تجاوز 50 مليون ريال لمدة خمسة أعوام، إذ أثبت اللاعب أنه يستحق كل ما دفعته إدارة النادي نظير الأداء المميز والعطاء المتجدد والروح القتالية العالية والثقة بالنفس، فأهدافه التي يهز بها شباك الخصوم دروس لكل المواهب الشابة من الأجيال الواعدة، وكراته التي يضع بها المهاجمين أمام المرمى من النادر أن يجيدها صانع ألعاب بهذه المواصفات، وأدواره الدفاعية والهجومية جعلته مضرب مثل للاعب المتكامل على أرضية الملعب.
وتندرج أصول الموهوب يحيى الشهري المولود في 26 حزيران (يونيو) 1990 من قبيلة جنوبية تسكن أعلى قمة جبلية في السعودية وهي محافظة النماص التابعة لمنطقة عسير، لكنه عاش حياته في المنطقة الشرقية وتحديداً في الدمام، وشقّ طريقة إلى عالم التألق والتوهج والنجومية في سن باكرة، إذ اكتشف موهبته المدرب الوطني فريد الحافظ في المدرسة الابتدائية واتفق مع شقيقه علي الشهري على تسجيله في الاتفاق، فتم ذلك في كشوفات البراعم، ومن ذلك الحين بدأ الموهوب القصير رحلته الحقيقية مع عالم المستديرة، لينضم في 2004 إلى منتخب البراعم وهناك صقل موهبته الخبير السويسري جان ماري كونز الذي رسم له خريطة الإبداع وكتب شهادة ميلاده في مصاف النجوم الأفذاذ الذين يُشار إليهم بالبنان، ثم شق طريقه بسرعة الصاروخ مع القطاعات السنية حتى وصل إلى الفريق الأول ليجد الفرصة سانحة في بطولة النخبة الدولية في أبها التي سطّر فيها أروع مستوياته الكروية وحجز مكاناً ثابتاً في خريطة الأداء الاتفاقية.
ابن الساحل الشرقي لفت إليه الأنظار طوال مشواره الكروي، وشكّل العلامة الفارقة في فريقه السابق الاتفاق والحالي النصر وفي المنتخبات الوطنية السعودية التي شارك فيها بدءاً من الناشئين والشباب والأولمبي حتى وصل إلى كتيبة الصقور الخضر، ليؤكد أنه لاعب موهوب من الطراز الرفيع، ففي الموسم الحالي شارك «النحلة الصفراء» في جميع مباريات فريقه الـ17 في دوري جميل، منها 15 مباراة أساسياً ومباراتين كبديل، ليلعب ما مجموعه 1254 دقيقة، وأحرز أربعة أهداف في شباك نجران والاتحاد والأهلي والنهضة، وصنع لزملائه المهاجمين 8 أهداف أسهمت في انتصارات فريقه في الدوري واعتلائه صدارة الترتيب برصيد 45 نقطة بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه ووصيفه الهلال جاء ذلك في تقرير لصحيفة " الحياة ".
|