يُرسَّخ في الذاكرة ولا يزول بتقادم الزمن
اليوم الدراسي الأول في حياة الطالب.. حدثٌ لا ينسى
لأول يوم دراسي في حياة الإنسان، ذكرى لا تزول بسهولة من أذهان الطلاب والطالبات مهما مرت بهم السنون وانشغلوا بأمورهم الحياتية، فغالبيتهم يحتفظون بذلك الحدث في ذاكرتهم، ويسترجعونه بكثير من الشوق والحنين لأيام الطفولة والبراءة، ومنهم من يتذكر الخوف والرهبة التي عاشها خلال ذلك اليوم، ما دفعه للانخراط في البكاء مفضلا العودة إلى المنزل قرب والدته، التي عاش في كنفها نحو ست سنوات، وفجأة وجد نفسه بين مئات الطلاب بمختلف أعمارهم في المدرسة، إضافة إلى مدرسين كانوا في الزمن السابق يتسلحون بأدوات التأديب المختلفة، بينما بعض الطلاب وجدوا في المجتمع الجديد الذي دخلوه متنفسا، وتأقلموا معه سريعا وانخرطوا في صداقات عدة.
وأكد سالم الأحمري أنه لا يزال يتذكر أول يوم دراسي في حياته، بتفاصيله كافة، على الرغم من مضي 35 عاما عليه، واصفا ذلك اليوم بـ«المفصلي» في حياته، ومن الأيام التي لا يمكن أن تنسى، مثله مثل يوم زفافه ــ على حد قوله.
وقال: «أتذكر أني نمت مبكرا في تلك الليلة، حتى استيقظ مبكرا لأول يوم دراسي في حياتي، فأخذني والدي -رحمه الله- مع أشقائي الكبار، إلى المدرسة، وانتظر معي حتى نادى المعلم باسمي، ورافقني والدي إلى فصلي، ومكث معي في المدرسة طيلة ذلك اليوم»، مشيرا إلى أنه دائما ما يتذكر أول يوم دراسي في حياته بكثير من الحنين، لأيام البراءة والطفولة، وبات يرى ذلك في عيون أطفاله الذين يذهب بهم يوميا لتلقي العلم في المدرسة.
إلى ذلك، تحسر إبراهيم اليوسف على طريقة التدريس التي كان ينتهجها المعلمون في السابق، مشيرا إلى أنهم يبذلون جهودا مكثفة لتلقينهم الدروس، لافتا إلى أنه ما أن وصل للصف الرابع حتى أصبح يجيد القراءة والكتابة بإتقان.
وقال: «أتألم كثيرا حين أرى مستوى أبنائي الدراسي حاليا، ما يجعلني أبذل جهودا مضنية لتعليمهم بطريقة جيدة في المنزل، وهو الدور الذي كان يؤديه المعلم في السابق»، مشيرا إلى أنه يتذكر تفاصيل أول يوم دراسي في حياته، مشيرا إلى أنه كان يصادف الـ17 من ذي الحجة 1401هـ.
وقال: «توجهت آنذاك مع والدي وأشقائي لمدرسة سعد بن أبي وقاص الابتدائية في جدة، أعجبت في بادئ الأمر بالأشجار والأزهار التي تنتشر في المدرسة، فتوجهت إلى الصف الدارسي الأول شعبة (ج)، ومن المفارقات الجميلة أني وجدت في الفصل كثيرا من أبناء حينا الشعبي، وكان منهم ابن عمي، فشكلنا فرقة، تجتمع إذا وقع طارئ لأي أحد منا»، مشيرا إلى أن التطورات التي طرأت على حياتنا سهلت كثيرا من أمورنا، إلا أنها أفقدتنا المتعة التي كنا نعيشها أيام البساطة.
وأضاف: «كان لا يشغل تفكيرنا آنذاك إلا مذاكرة الدروس، ومتابعة المغامرات التي تعرض في القناة السعودية الاولى بعناية، وليس كما هو الوضع الآن، إذ انشغل الصغار بألعاب التقنية، وباتوا يستمتعون ببرامج تضر أكثر من أنها تنفع».