الكرة الأردنية تبلغ مدارك المجد الآسيوي للمرة الثالثة بالتخطيط والإرادة
لغت كرة القدم الأردنية مدارك المجد الآسيوي وهي تجدد تواجدها للمرة الثالثة في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم بفضل الرؤية الثاقبة للأمير علي بن الحسين ومنظومة العمل المتكاملة التي يعمل من خلالها الإتحاد الأردني منذ تسلم سموه دفة القيادة.
وبالعودة للتاريخ، فإن جماهير الكرة الأردنية كانت دائما ما تراودها أحلام بلوغ نهائيات كأس آسيا، حيث كان الأمر أشبه بالمستحيل ومجرد ضرب في الخيال بالنظر للإمكانات والقدرات المحدودة والبنية التحتية الهشة، لكن المرحوم محمود الجوهري نجح بفضل عقليته التدريبية الفذة في تحويل المستحيل إلى واقع وتحديدا في العام "2004" عندما قاد منتخب النشامى لأول مرة في تاريخه لنهائيات كأس آسيا في الصين بالعام "2004" كإنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة الأردنية، ويومها حظيت مباريات منتخب الأردن في الصين بحضور شخصي من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية حيث تفوق المرحوم الجوهري يومها على نفسه وقاد المنتخب لبلوغ دور الثمانية بل أن الخروج كان يومها على يد الكمبيوتر الياباني وبفارق الركلات الترجحية الدراماتيكية.
ومهد الجوهري بهذا الإنجاز الطريق للكرة الأردنية لتواصل مشوار الألق الآسيوي، لتتوج الجهود مجددا بعد ذلك ببلوغ نهائيات كأس آسيا للمرة الثانية في العام "الدوحة -2011" بعهد العراقي عدنان حمد الذي قاد منتخب الأردن لحدود دور الثمانية أيضا، في الوقت الذي كان يعمل فيه المرحوم الجوهري مستشارا فنيا للإتحاد الأردني حيث وضع مداميك رئيسية تحفظ للكرة الأردنية ما حققته من مكتسبات من خلال مضاعفة الإهتمام بقطاع الواعدين، لتبقى الكرة الأردنية قادرة على مواصلة مسيرة الإنجازات بثقة وعزيمة لأعوام مقبلة.
ودخل "العميد" حسام حسن تاريخ الكرة الأردنية من أوسع الأبواب، حينما تسلم دفة القيادة قبل سبعة شهور ونجح في قيادة منتخب النشامى لنهائيات كأس آسيا في استراليا "2015" للمرة الثالثة في تاريخ الكرة الأردنية والثانية على التوالي، حيث كسب "العميد" الرهان، وبات على تحد جديد بقيادة الكرة الأردنية لما أبعد من دور الثمانية لنهائيات كأس آسيا ولا سيما أن سقف الطموحات ارتفع بعدما قاد هو نفسه الكرة الأردنية للمحلق العالمي المؤهل لنهائيات كأس العالم "2014" كإنجاز غير مسبوق بتاريخ الكرة الأردنية.
وبلغ منتخب الأردن نهائيات أستراليا بعدما حقق أمس الثلاثاء الفوز على سنغافورة في عقر دارها "3-1" ليرفع رصيده إلى تسع نقاط، حيث لم يتعرض منتخب النشامى في مشوار التصفيات لأية خسارة فبدأ المشوار بفوز ساحق على سنغافورة بعمان "4-0" ثم التعادل مع سوريا "1-1" ثم التعادل مع عُمان مرتين وبذات النتيجة "0-0" وأخيرا تجديد الفوز على سنغافورة "3-1".
ويمتلك حسام حسن الذي ينتهي عقده في يونيو القادم ويتوقع تجديده لموسم جديد، متسعا من الوقت لإعداد منتخب يكون قادرا على المنافسة الحقيقية في نهائيات كأس آسيا وذلك من خلال استقطاب عدد من لاعبي منتخب تحت "22" عاما والذين توجوا قبل أسابيع بالميدالية البرونزية لنهائيات كأس آسيا التي جرت في العاصمة العُمانية مسقط.
وأكد الأمير علي بن الحسين الذي يحرص على حضور كافة لقاءات النشامى في كل أنحاء المعمورة لشحد همم اللاعبين أكد في خطاب تهنئته للنشامى والجهاز الفني بأن الأهم تحقق في بلوغ نهائيات آسيا لكن لا بد من مواصلة التخطيط ومضاعفة العمل في سبيل اعداد منتخب قادر على المنافسة في هذا الإستحقاق حيث سيكون حسام حسن مطالبا في نهائيات آستراليا بكسر حاجز الوصول لدور الثمانية وبلوغ المربع الذهبي والمنافسة على اللقب.
ووفقا لما سبق، فإن الكرة الأردنية وصلت نهائيات كأس آسيا ثلاث مرات في الألفية الجديدة عبر صناع المجد محمود الجوهري وعدنان حمد وحسام حسن وهو ما يؤكد من جهة نجاح الكرة الأردنية مع المدرب العربي، فضلا عن أن هذا الوصول المتتابع يحمل دلالة واضحة بأن كرة القدم الأردنية تعيش في عصر الإزدهار وتمضي بثقة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في ظل استراتيجية التطور بعيدة المدى التي ينتهجها الإتحاد الأردني من خلال البناء على الماضي والحاضر بحثا عن مستقبل أكثر إشراقا.
|