قرأت مرة عن نظرية في علم النفس الاجتماعي وضع اسسها عالم نفس نمساوي اسمه فريتز هايدر، وطورها عالم نفس اخر هو الامريكي بيرنارد واينر اسمها نظرية العزو attribution theory
هذه النظرية ببساطة تسعى الى تفسير كيف نعزو اسباب مايحصل حولنا… اي كيف يفسر الافراد الاحداث التي تقع عليهم او على الاخرين …
وتفترض النظرية ان كل البشر يمكن ان يتقمصوا وظيفة علماء نفس فطريين محاولين ايجاد منطق وتبرير لحدوث الاشياء ، لذا فهم يربطون اسبابا بكل نتيجة حتى لو لم تكن هناك علاقة واقعية، والتفسير في العادة لايكون محايدا.. بل يعتريه التحيز،
فنحن مثلا نعزو سلوك الاخرين السلبي الى عيوب في الشخصية او الى دوافع داخلية مثل الغيرة او الحقد، بينما نميل لتفسير اخطاءنا وسلوكياتنا السيئة بأسباب خارجة عن ارادتنا ، كالصدفة او الظروف القاهرة والاضطرار .
قرأت عن هذه النظرية لأجد تفسيرا منطقيا لكميات التناقض في المنطق الرياضي لدى الكثير من اعلامنا او مجالسنا ... الخ
فعلى سبيل المثال وهذا المثل بمناسبة ان المقالة هذه في منتدى رياضي .. اعود واقول عندما يرتكب بعض الحكام اخطاء تحكمية في مباراة النصر لصالح النصر تجد مثلا جماهير وصحافة الفريق المنافس تتحدث عن هذه الأخطاء بوتيرة عالية ومنفعلة بشدة وكأن السامع يظن انها مجازر ارتكبت من هذا الفريق في الملعب وليست سوى تقدير شخصي من الحكم مثلا ... ولكن حين يحصل لفريقهم مواقف تحكيمية مشابهه تتغير منهجية الحوار ووتيرته وتسمع هذه المصطلحات اللعب شطارة , اللعب فن وذكاء ( ذكاء
من اللاعب ) , والله الحكم بشر والبشر معرض للخطأ الخ .. بمعنى التحيز !!!!
كذلك في حال النجاح لنادي النصر واخفاق الفريق المنافس تجد المبررات جاهزة لديهم سواء في الندوات الرياضية او التحليل الرياضي في التلفاز او غيرها من وسائل الاعلام وان تحدثوا بمكاشفة وصراحة عن اخفاق فريقهم تجد نبرة الكبرياء المجروح تطغى على احاديثهم
هذا بإختصار مفهوم تقريبي لنظرية العزو .. ولا عزاء للعزو .