لعنة الكولسترول تطارد الاطفال البدناء

لعنة الكولسترول تطارد الاطفال البدناء



منظمة الصحة تحذر من سوء العادات الغذائية وقلة التمارين الرياضية لدى الاطفال، ومختصون يحذرون من السكري والتهاب المفاصل وأمراض القلب.



الوجبات السريعة في قفص الاتهام




واشنطن - دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من السمنة وسوء العادات الغذائية وقلة التمارين الرياضية باعتبارها تؤدي الى ارتفاع معدلات الكولسترول في الدم لدى الاطفال.


وتشير الاحصائيات الاخيرة الى ان نسبة السمنة في ارتفاع مستمر بين الاطفال بسبب نمط الحياة السريع وانتشار مطاعم الوجبات السريعة والاغذية الجاهزة بالإضافة الى اقبالهم على تناول الحلويات والسكاكر ورقائق البطاطا المقلية بكثرة.


ومن المعروف ان هذه الوجبات تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات والصوديوم وتقل بها العناصر الغذائية الصحية كالفيتامينات والمعادن والالياف.


ووفقا لدراسات علمية يظهر المرض الذي يصيب في العادة الكبار لدى الاطفال الصغار جراء قلة حركتهم وجلوسهم لمدة طويلة امام الشاشات الكمبيوتر والعزوف عن ممارسة الرياضة بانتظام.


وتثير السمنة لدى الاطفال قلق خبراء الصحة حيث يعتبرونه مقدمة لارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وما يسببه من احتمالات الاصابة بأمراض مختلفة كالسكري وضغط الدم والتهاب المفاصل الروماتيزمية وأمراض القلب.


ويقول الاطباء ان الكولسترول مادّة شمعيّة تشبه الدهون، تتركز في الدم وخلايا الجسم، وهي ضرورية للجسد الذي ينتجها بطريقة طبيعيّة، لأنها تساعده في صنع غشاء الخلايا، وتسهم في تشكيلها، فضلاً عن كونها تنتج بعض الهورمونات.


وينتقل الكولسترول في الجسم على شكل مادة ليبوبروتيين وينقسم الى نوعين.


وتكون نسبة البروتينيّات في النوع الاول أكبر من نسبة الدهنيّات التي تساعد على تخفيف خطر الإصابة بأمراض القلب، باعتبارها تبعد الكولسترول عن الشرايين وتقوده إلى الكبد الذي يعمل على التخلّص منه.


والنوع الثاني المضر تكون فيه البروتينيات منخفضة وتؤدّي إلى إرتفاع نسبة خطر الإصابة بأمراض القلب عبر تشكيلها لجدار على الشرايين، مسببّة ما يعرف بتصلّب الشرايين.


وغالباً ما يصاب الطفل بهذا المرض بسبب عامل الوراثة فإن انتقلت مادة ايبرليبيد من الأهل مباشرة إلى الأولاد يعرف هذا النوع من المرض بإسم ايبرليبيدمي فاميليل.


وامّا بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، فالكولسترول الأكثر شيوعاً بين الأولاد هو بحسب إستشاريي أمراض باطنيّة، "الهايبر كوليستروليما" أحد الأنواع الوراثية من الكوليسترول الذي إذا لم تتم معالجته في سنّ مبّكّرة، قد يؤدي إلى وفاة الطفل باكراً.


وتشير الدراسات إلى أنّ السبب المحتمل للإصابة بهذا النوع من الكولسترول هو زواج الأقارب المنتشر حتى الان في المجتمعات العربية.


ويعتبر كولسترول الأطفال من الأمراض النادرة جدّاً.


ويشعر الاطفال عادة بوجع في المفاصل والصدر بالاضافة إلى خطر إلتهاب غدّة البنكرياس وقد يصاب الطفل الصغير بسكتة دماغية.


ويؤدي ارتفاع نسبة الكولسترول في الدمّ الى ظهور أعراض باطنيّة، لا يتمّ اكتشافها إلاّ بعد إجراء فحص للدمّ.


وقد عمل فريق من الباحثين في الجمعية الأميركية لأمراض القلب والاكاديمية الأميركية لطب الاطفال على إجراء العديد من الفحوص والدراسات لإكتشاف شذوذ الدم المرتبط بالكولسترول لدى الأولاد الذين هم دون الـ11 سنة.


وتوصلوا إلى إنّ الأطفال الذين يعانون إرتفاعاً بمعدل الكولسترول في الصغر، سيعانونه في الكبر أيضاً.


ولكن من الأفضل معالجته باكراً عند اكتشافه، لتجنّب أي اخطار أخرى قد تنتج منه.


وللوقاية من الكولسترول ينصح الاطباء الأهل أولاً باجراء الفحص لأولادهم بعد بلوغهم عمر السنتين حتى لو لم يكونوا يعانون البدانة والوزن الزائد.


ويقترح الأطباء تغيير نمط حياة الطفل في حال اصابة بالمرض المزمن وذلك بمساعدته على المحافظة على الوزن الصحيّ.


وينصح الاطباء الاسر بتشجيع اطفالهم على ممارسة الريّاضة بانتظام يومياً، لمدة ساعة على الأقل كالمشي السريع او السباحة، ووضع حدّ للوقت الذي يمضيه الطفل أمام التلفزيون، والكومبيوتر وألعاب الفيديو.


ويتوجب على العائلة ان تحدد فترة مشاهدة الطفل للتلفزيون.


وينصح الأطباء الأهل بحجب التلفزيون والكومبيوتر عن أولادهم الصغار الذين لم يتجاوزا ثلاث سنوات لأنّ التقنيات الحديثة تغرس فيهم الكسل والخمول.


ويقول باحثون من الأكاديمية الأميركية لطب الاطفال إن الأولاد الذين يبلغون من العمر سنتين، عليهم اللعب لتنمية عضلات جسمهم وعظامهم وتوسيع خيالهم.


ومن النصائح الثمينة التي يجب التقيد بها تأمين التغذية السليمة للأطفال من خلال حثّهم على تناول ثلاث وجبات يومياً غنيّة بالخضر والفاكهة، مقابل الإبتعاد عن كل أنواع الدهون وتجنب الوجبات الدسمة والمشبعة بالزيوت كالحلويات والزبدة واستبدالها بالفواكه والخضر والحبوب والحليب الخالي من الدسم.


ويتوجب على الاطفال أتباع انظمة غذائية غنية بالألياف بتناول 10 قطع من الفواكه والخضر يوميّاً، وجعل الحبوب طبقاً أساسياً لهم كل يوم (كالفاصولياء مثلاً)، وتناول السيريال كلّ صباح.


اما في الحالات المتقدّمة من المرض، فقد يلجأ الطبيب إلى غسيل الدمّ وتغيير الكبد.

يعطيك العافيه شكرا ,.